تاريخ بورسعيد│ هناك لغز كبير واثر ضائع ومعلم من معالم بورسعيد الخفيه والمنسيه فى نفس الوقت نحن امام فيلا فرناند .. توجهنا لشارع عبد السلام عارف الموازى لشارع 23 يوليو خلف المصرف العربي ببورسعيد لنرى ونسمع ما يدور حول Villa Fernande أو كما يطلق عليها فيلا ديليسبس .
– villa fernande - فيلا صغيره الحجم والمساحه مبنيه على الطراز الفرنسى حيث تشبه فى بنائها الكنائس الصغيره من حيث البناء والزخارف والتصاميم لو موجودة بأي مكان في العالم لكان حالها غير حالها الآن ، وهذه الفيللا محلق بها مبنى فرنسى التصميم ايضا مكون من ثلاث طوابق.
لقد إستفزنا هذا البناء الأثري وقررنا أن نبحث عن تاريخه ، من بناه ، من باعه ، من إشتراه ؟ كلها علامات إستفهام كبيرة تحتاج منا إلى أن ننبش في بدروم التاريخ ونعرف الحقيقة وتعرفونها معنا بكل تأكيد .
من الموقع
توجه فريق عمل موقع تاريخ بورسعيد لإستطلاع الأمر والتصوير عن قرب من هذا المكان الرائع المهمل !! كنا متواجدين لنلتقط بعض الصور حاملين عبئ هل سنجد من سيرشدنا لفك علامات الاستفهام والتعجب التى تحوطها ؟؟!!
وفي اثناء البحث وتفقد المكان وتصويره فوجئنا بصوت ينادى "بتصوروا ايه يا جماعه" ؟؟ واذا بها امرأه فى السبعينات من عمرها ، تطل من احدى الشرف فى المبنى المجاور ، والذى بنفس عمر لغزنا واثرنا الضائع ، هكذا صاحت تلك السيده العجوز شكلاً والواعيه عقلاً علينا اثناء تصويرنا للفيلا ، لم نتأخر على ندائها فتركنا الكاميرات وتوجهنا لها فى سؤال ، لم نتوقع لها مكان بكشكول أسألتنا .
صافيناز
من مواليد بورسعيد وكعادة النساء لم تريد ان تحدد مولدها كانت تقطن فى شارع الغورى والسواحل ( قلب بورسعيد ) وذلك قبل العدوان الثلاثى .
إنتقلت لتسكن أعلى مطاعم غنيم امام نادى المعارف حتى قدم العدوان الثلاثى على بورسعيد واحترقت منطقتها بالكامل فأنتقلت لتسكن بجوار الفيلا منذ ذلك الوقت حتى وقتنا هذا .
ومن هنا بدأت الحكايه مع هذه السيده التي أثرتنا بحديثها وحيث سردت لنا ما تعرفه عن تاريخ هذا اللغز المحيير والاثر الضائع تقول السيده ان والدها حكى لها تاريخ هذا المكان وقال :-
ان هذه الفيلا بناها مجموعه من الفرنسيين لتكون سكناُ لدليسيبس ولكن دليسيبس لم يسكن بها وانما اتى اليها فى اكثر من زياره حيث كان يسكنها بعض المهندسين وتوراثتها الجاليه الفرنسيه كسكن لابنائها فى بورسعيد وبعد تأميم القناه وخروج معظم الفرنسيين العاملين فى هيئه قناه السويس انتقلت ملكيه الفيلا إلى السيد لويس طورباى بطريقه لم نستطع جمع معلومات عنها !!.
السيد لويس طورباى وزوجته اليكسا لبنانيان الجنسيه عاشا فى المنصوره ثم انتقلا لبورسعيد حيث سكنا هذه الفعلا وانجبا ابنتهما ايدا التى تزوجت من ميشيل شفيق والذى سكن هذه الفيلا وعاش مع زوجته فيها وخلفوا اليكسا وطرباى على اسامى الاجداد لكل من الاب والام .
ميشيل او ميشو كما تدعى السيده اشترى الفيلا من لويس ب 250 الف جنيه وكان يعمل تاجر هنا ..
ميشو خد قروض من البنك ب 19 مليون ونصف المليون وفر هارباً من مصر
فأستوقفناها اثناء حديثها سائلين : كيف كانت وسيلة للهروب ؟؟؟
اجابت توجه هو وزوجته وابنائه الى شرم الشيخ ليلاً ومنها لخارج البلاد .
فطلبنا منها ان تكمل وماذا بعد ذلك فقالت :
البنك قاصده بنك قناة السويس حجز على الفيلا وعلى البنايه الرئيسيه لها وبدأ فأصدار قرارات ازاله للبنايه ونجح فى ازالة دورين منها !!!!!!
الفيللا من الداخل
وحكت لنا السيده عن جمال هذه الفيلا من الداخل وكيف تعتبر من الداخل تحفه معماريه ، من الزجاج الملون والمزخرف ، والمرايا الموجوده فى ابواب كل حجره ، والنقوش الموجوده على الارضيات والتى تشبه السجاد الطبيعى بسبب الوانها وتصاميمها الزاهيه ، والبهو الكبير الموجود فى مدخل هذه الفيلا ، وحوض الماء الموجود فى الفناء الخارجى ، حيث اكدت السيده انه عند انقطاع الماء عن اى جزء من بورسعيد اوعن بورسيعد بأكملها فإنه لا ينقطع عن هذا المكان !!
تخيلوا مكان بهذه العظمه وهذا الجمال يضيع ويساء استخدامه !! ، فعند رحيل ميشيل صاحب المكان الى كندا منذ عامين قام باخذ كل المقتنيات والاثاث الثمين
من هذا المنزل ونقلها معه للخارج !!
من هذا المنزل ونقلها معه للخارج !!
المالك الجديد
تستطرد السيدة الراوية لنا والحزن يرتسم على قسمات وجهها كما ترتسم سنوات العمر : ثم اشترى المكان احد التجار واسكن به اثنان من العمال وجعله مخزن لتخزين البضائع !!! وليس هذا فقط بل تقول السيده انه فى عيد الاضحى يعمل احدهما كجزار ويقوم بذبح الذبائح داخل هذا الاثر الجميل
المبنى الملحق بالفيللا
وبالنسبه للمبنى المحلق المكون من ثلاث طوابق العماره دى كانت عباره عن سكن فرنساوى كبير وملحق به مساحه خضراء ضخمه من امامه والتى عليها أقيمت الفيللا . حيث كان يسكنه مجموعه من جنسيات مختلفه كالفرنسيين والاجرييج وغيرهم وعفى عليه الزمن وتهدم وصدر قرار ازاله الطابقين الثانى والثالث كما سبق وأن أشرنا .. اما الطابق الاول الآن فيسكنه بموبوطى بالقوه الجبريه !! حيث اتخذه منزلا له بالقوه وقد وضح لنا هذا من التعامل معه اثناء تفقد المكان وتقول السيده انه كان ينزل الى الفيلا بينما كانت مهجوره ولا يسكنها احد وويحمل منها ما يستطيع حمله ويأخذه ويبيعه ليقتات به!!
هل نحن الوحيدون ؟
سألنا السيدة إن كان هناك غيرنا من بحث في هذا الموضع ؟ وكان الغرض من السؤال أن نعرف إن كان هناك جهات حكومية مهتمة بالمبنى كأثر !!
تقول السيده اننا لسنا اول من يقوم بالبحث وجمع معلومات وتصوير هذا المكان فقد جاء اليها مجموعه من الفرنسيين للبحث فى تاريخ المكان كما طالبت القنصليه الفرنسيه تحويل هذا المكان لمتحف ولكنها طلبت مبلغ كبير فرفضت الحكومه المصريه !! وفيما يقارب العام جاء اليها ثلاث فتيات مصريات الجنسيه ولكن يعيشون بلندن يقومن بالبحث فى هذا الاثر واللغز حيث لم يتم التأكد هل كان هذا المكان منزلا لديليسبس ام لا ..
طبعا احتبست انهار من الدموع داخل اعين العجوز على ذكرى من الصعب نسيانها وتراث مهمل على وشك الاندثار وقالت :
!!!!!!! انتوا مش هتخليهم يهدوها صح
نداء من موقع تاريخ بورسعيد :-
يا من تحبون التاريخ؟!! يا من تحبون بورسعيد؟!! يا من يهمه الامر؟ !!
ارجوكم افيقوا وتداركوا الامر.... انقذوا هذا الاثر قبل ضياعه
قام بتغطية الموضوع
- إسلام حمزه
- محمد عبد العزيز
حرام ترك تراث جميل زى ده بالشكل ده وياريت لو الحكومه تقدر توصل للسرق الفيلا قبل ما يسيبها ويهرب باللى سرقه بره مصر من ده وياريت مكان زى ده يتم الاهتمام بيه لو ممكن اى حد من الناس اللى عملت التغطيه دى يوصل الموضوع للمحافظ
ردحذفبورسعيد متحف كبيير
ردحذفالشكر كل الشكر والتقدير للأستاذإسلام حمزه والأستاذ محمدعبدالعزيز ونتمنى من الجميع وكل من هو شريف وبيحب بلدنا أن يساعد على رفع شأنها بكل الطرق الممكنه
ردحذفبورسعيدي غيور على بلده
الله عليكم ياشباب للأستاذإسلام حمزه والأستاذ محمدعبدالعزيز ... فرحتونى ان لسه فيه شباب بيحب بلده وشايف فيها حاجات حلوة ... منتظرين منكم المزيد والمزيد .. وياريت تكلل جهودكم بالنجاح وبعد هذا المجهود أتمنى ان لا تكون نهايته الادراج
ردحذف