17‏/05‏/2011

بيان من ائتلاف مثقفى بورسعيد بشأن اعادة تمثال ديليسيبس

يتابع ائتلاف مثقفى بورسعيد من أجل التغيير بقلق متعاظم الضغوط الداخلية والخارجية التى زادت فى الآونة الأخيرة من أجل إعادة تمثال الفرنسى فردينان دى ليسبس إلى قاعدته عند مدخل قناة السويس، واتجاه بعض المسئولين للاستجابة لهذه الضغوط بدعوى تنمية السياحة تارة واحترام التاريخ أخرى.
    إن التنمية السياحية التى تعتمد على تمثال هى تنمية متهافتة هشة، فللسياحة منظومة متكاملة تتداخل فيها عوامل غير قليلة منها ما هو إنسانى: ثقافى واجتماعى واقتصادى وسياسى وأمنى وإدارى، ومنها ما هو بيئى: طبيعى ومشيد، ومن أهم عناصر البيئة المشيدة: الطرز المعمارية، والتنظيم الهندسى، والآثار الوطنية.. الخ؛ ويستلزم الفكر السياحى الرشيد الاهتمام بهذه العوامل جميعاً وإلا سقطت السياحة وهوت باقتصاد البلد إلى الحضيض.

الوطنيون ينزلون العلم الفرنسي   الوطنيون يخلعون قاعدة التمثال
ديليسيبس قبل التفجير عام 1956

نسف تمثال ديليسيبس عام 1956
نسف تمثال ديليسيبس عام 1956
    وإذا كان معروفاً للكافة أن التمثال قد أزيح عن هذه القاعدة منسوفاً بأيدى الوطنيين فى أعقاب اندحار العدوان الثلاثى على مصرعام 1956م. إعراباً منهم عن غضبهم العارم تجاه بشاعة الجرائم التى ارتكبها الفرنسيون من قتل وإرهاب وهدم وتخريب داخل مدينة بورسعيد أثناء فترة العدوان دون اعتذار حتى الآن من ناحية، ولما نال المصريين وكرامتهم من مهانات بسبب ممارسات دى ليسبس وشركته العالمية المناوئة لأمانى وطموحات المصريين، فإنه من الثابت أيضاً أن نسف التمثال واقعة تاريخية جديرة بكل احترام وتوقير، وتاريخياً مضى على القاعدة بدون التمثال مدة تقارب المدة التى ظل التمثال مرفوعاً فوقها، وما ينسف بإرادة شعبية لا يمكن ولا يصح ولا يجوز أن يعود بقرار إدارى.
فرنسا الاستعمارية دمرت بورسعيد عام 56
فرنسا الاستعمارية دمرت بورسعيد عام 56
    ويفرق ائتلاف مثقفى بورسعيد من أجل التغيير بين فرنسا الاستعمارية وفرنسا الثقافية، ولأن تاريخ صاحب التمثال المحتشد بالمخازى مقترن كله بالاستعمار وأساليبه ونتائجه، فإن الائتلاف مدعوما بتأييد الوطنيين فى بورسعيد ومصر كلها، وهم بالملايين، يرفض رفضاً تاماً عودة التمثال إلى قاعدته، ويحذر فى نفس الوقت من أن عودة التمثال إلى قاعدته سوف تفسد العلاقات الرسمية وغير الرسمية بين مصر وفرنسا. ويعلن الائتلاف أنه لن يترك وسيلة ديموقراطية سلمية إلا استخدمها حتى لا ينتصب هذا التمثال فى هواء مصر الطلق. سواء داخل مدينة بورسعيد أو خارجها، فالمكان الطبيعى لهذا التمثال هو المتحف، وإلا فلماذا تنِشأ المتاحف؟.. ويحذر الائتلاف فى الوقت نفسه من احتمال قيام قوى أخرى غير ديموقراطية يأعمال غير سلمية حيال التمثال وقاعدته إن إقيم عليها مرة أخرى؛ وردعاً للمحاولات المستميتة لإهدار كرامة المصريين بإعادة ذلك التمثال، نطالب بتلبية مطالب الوطنيين المخلصين بإقامة نصب تذكارى فوق القاعدة الخالية يمجد الفلاح المصرى البطل حافر القناة، والجندى المصرى المجهول رمز الشرف والعزة والكرامة.
شهداء بورسعيد في معركة 56

وعاشت مصر حرة أبية، وعاشت بورسعيد رمزاً للبسالة والدفاع عن الوطن المفدى.
 تحريراً فى 16 مايو 2011م.
 ائتلاف مثقفى بورسعيد من أجل التغيير
قاسم مسعد عليوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق